الموضوع اليوم الذي قررت أن أتطرق له اليوم, لا يقل خطورة عن مواضيع النميمة والقيل والقال ,واستعمال مال الحرام في كل ميدان ومجال,وكل ما هو معروف من المحذرات عند الداني والقاصي, ألا وهو السحر والشعوذة الذي
هو متفشي بشكل فضيع في بلدنا هذه الآفة التي تنخر جسد أبناء مجتمعنا, فهنالك أضعاف الأضعاف التي تقع يوميا ,
ولكن لا تظهر للملأ إما خوفا من الفضيحة وإما أن يكون ضررها أقل سوئا ,فتصمت الناس وتستمر إن لم يتزايد سوئها ويكبر حجمها. فإيمان المغاربة كبيرا وكثيرا في السحر والشعوذة,فلربما لا يخلو بيتا من بيوتنا إلا وفيه من يحبذ
ويشجع مثل هذه الممارسات السيئة . و نؤكد أن البحت الدي أجريناه حول التحولات التي يشهدها المغرب لا تعني تحولا جوهريا في بنيته الثقافية, لأن بعض الممارسات والعادات القديمة لا تزال متفشية بين مختلف الطبقات الاجتماعية المغربية
وذلك راجع إلي نسبة الأمية والفقر والبطالة واليد القصيرة, من أجل تحقيق شيء من احتياجات الحياة تلجا إلي مثل هذه
الغيبيات ,انتشار السحر والشعوذة عموما يعكس سيادة الثقافة ألا عقلانية,التي تفسر كل شيء بالغيب إضافة إلي المدرسة التي لا تقوم بدورها التربوي والتوعوي.
اعتادت كثير من العائلات المغربية علي بركة الفقهاء والشوفات,حجم هذا الاهتمام يظهر جليا في مدننا التي نجد فيها أسواق وأما كين مخصصة لتوفير كل المستلزمات من جلود واللدون وبخور وأعشاب ,وأنياب لمختلف الحيوانات,والحرمل والشبة ,وتجد في بعض الأماكن حيوانات بكامل أعضاءها وأحشاءها معلقة ومعروضة علي محلات بيع هذه المستلزمات والمستحضرات .الدجل يمارس كذلك تقريبا في جميع أضرحة الأولياء والزوايا .
الآقبال علي الدجل والشعوذة عموما ليس حكرا علي فيئه دون الأخرى من مجتمعنا فقبل أشهر تنقل صحيفة أن مدير عام مؤسسة مغربية معروفة اكتشف أن مديرة الموارد البشرية للمؤسسة تطلب من عاملات النظافة وضع سائل غريب
لتنظيف مكاتب أعدائها ومنافسيها وحثي مكتب المدير نفسه كي تحضي بالقبول والرضي من الجميع.كما اكتشفت بعد ذلك تحمل ديكا أدكن السواد داخل المؤسسة طبعا وللغرض نفسه. وهذا الخبر يكشف أن الإقبال علي مثل هذه الأفعال المخلة
بالأدب والمتناقضة تماما مع قيمنا الدينية لا ينحصر علي فيئه دون الأخرى من مجتمعاتنا السوسيو اقتصادية.وكثير ما يحكي في هذا الشأن وعند أناس ينتسبون إلي فيئاه مجتمعية عالية الصيت وكل حسب مئاربه الخاصة به.ومثل هذه ألفعال
لا تقتصر علي النساء فقط, فكثير من رجال الأعمال والمال والسياسة يستشيرون مشعوذ يهم قبل أن يباشروا أي عمل من مشاريعهم. ويحكي أن احد الدجالين في العاصمة الرباط امتلك ثروة طائلة ويقطن في أحد ارقي الأحياء ,لأن زبنائه
كلهم من الباع الطويل والجاه البعيد...."ـ
يوم بعد يوم يتحول دجالون في المغرب إلي نجوم كبار يقصدهم الكبير والصغير,الغني والفقير ,فتجارة بيع الوهم
رائجة ومزدهرة,خاصة أيام الأزمات الاقتصادية والاجتماعية معا ,والمغرب ليس وحده البلد العربي الوحيد الذي يلجا
فيه أبنائه إلي مثل هذه الأفعال المشينة, فالعرب عموما مسكنون ومهووسون بالشعوذة والسحر,اذ قدرت أإحصائيات
أنفقاتهم علي السحر سنويا في 5 مليون دولار. فاللهم قينا شر السحر والشعوذة , وخصوصا شر السحرة والمشعوذين